منتديات نظرة عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نظرة عربدخول

الربح من الانترنت - العاب الكمبيوتر- العاب الهاتف - برامج الحاسوب - برامج الجوال

السلام عليكم ورحمة الله مرحبا بكم في منتديات نظرة عرب بنظرة إسلامية ..| الادارة تقدم لكم القوانين العامة للمنتدى للتفادي الطرد ولعدم قفل عضويتكم|1 يمنع وضع صور النساء في الصور الشخصية والمواضيع..الخ| 2 يمنع وضع روابط خارجية للإعلان والدعاية..الخ |3 يمنع التهجم على اي شخص ويمنع استعمال الكلام البذيء | 4 يمنع وضع صور او وصلات لمواقع إباحية | 5 يمنع التسجيل بأسماء غير لائقة او الحروف المبهمة او أرقام وسوف يتم حذف اي عضوية بهذه الصفات | شكرا لكم على حسن تفهمكم مع تحيات إدارة منتديات نظرة عرب.....

descriptionمثبتما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن
ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
هدا الموضوع سوف يكون طويلا نوعا ما وسوف نقسمه في الردود باذن الله سبحانه وتعالى
على بركة الله لنبدأ
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا
 الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه ،
ومن دعا بدعوته، واهتدى بهداه إلى يوم القيامة ، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد :

فإن إفراد موضوع من موضوعات القرآن الكريم بالبحث يلقي الضوء على جميع جوانبه ويوضحه ،
ويكشف غوامضه؛ ليكون الناس على بصيرة في أمور دينهم.

ومن هنا ، فقد اخترت موضوعا من موضوعات القرآن الكريم؛ لأقوم بدراسته دراسة تفسيرية موضوعية،
وجعلته تحت هذا العنوان: " عرش الرحمن في القرآن ".

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعله خالصا لوجه الكريم ، نافعا لعباده ، إنه على كل شيء قدير.
*g* 
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 140)
أسباب اختيار الموضوع :
اخترت الكتابة في هذا الموضوع للأسباب الآتية:
1- كثرة ذكر العرش في القرآن الكريم ؛ حيث ذكر في واحد وعشرين موضعا.
2- إن الموضوع يجمع بين التفسير والعقيدة.
3- كثرة الفرق الضالة في العرش، فحرصت على بيان عقيدة أهل السنة وأقوالهم في العرش الكريم.
فلهذه الأسباب قمت بجمع شتات الموضوع ، ودراسته ، وترتيبه ، وإخراجه.
*g* 
خطة البحث:
قسمت الموضوع إلى : مقدمة وتمهيد ، وخمسة مباحث ، وخاتمة ، وفهارس عامة:
المقدمة : وفيها أسباب اختيار الموضوع، والخطة التي سلكتها فيه، ومنهج الكتابة فيه.
التمهيد : وفيه تعريف العرش لغة واصطلاحا.
المباحث ، وهي على النحو الآتي:
المبحث الأول: خلق الله للعرش.
المبحث الثاني: مكان العرش.
المبحث الثالث: استواء الله على العرش.
المبحث الرابع: صفات العرش، وفيه ثلاثة مطالب:
*g* 
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 141)
المطلب الأول: العرش العظيم.
المطلب الثاني: العرش الكريم.
المطلب الثالث: العرش المجيد.
المبحث الخامس: أحوال الملائكة مع العرش، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: حملة العرش.
المطلب الثاني: عدد حملة العرش.
المطلب الثالث: الملائكة حول العرش.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها أثناء البحث.
*g* 
منهج كتابة البحث:
سلكت في كتابة هذا البحث المنهج الآتي:
1- أجمع الآيات التي أريد تفسيرها مرتبة على حسب ورودها في القرآن.
2- أقوم بتفسير الآيات وبيانها من السنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن كتب التفسير والحديث والعقيدة واللغة.
3- أعزو الأحاديث إلى كتبها، فإن كانت في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت به،
وإن لم يكن كذلك بينت صحتها من ضعفها، وذلك بالرجوع إلى أقوال النقاد، أو بمتابعة الإسناد.

4- أعتمد قول الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب في الحكم على رجال الإسناد ،
 إلا إذا رأيت أن حكم غيره أدق منه ، أو أنه يتقوى به ، فإنني أذكره.

*g* 
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 142)
5- أجمع أقوال العلماء في المسائل الخلافية ، ثم أقوم ببيان الراجح.
6- أعزو كل قول إلى قائله.
7- اعتنيت في هذا البحث بأقوال أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم،
 وتجنبت ذكر أقوال أهل البدع ؛ لأنها باطلة، ولكثرتها وتشعبها، ولأنني قصدت بيان الحق في هذا البحث المختصر.

وإذا عرف الحق فما خالفه فهو باطل.
ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن 765369236 
التمهيد: تعريف العرش :
العرش لغة: قال ابن فارس : العين والراء والشين أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني ،
ومنه سرير الملك ، كما قال تعالى عن ملكة سبأ : إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ،
 ومنه سقف البيت، وعنب معروش : جعل له عريش، وبئر معروشة:
هي التي تطوى قدر قامة بالحجارة ثم بالخشب، وعرش القدم : ظهرها .

والمراد بالعرش اصطلاحا: هو ذلك المخلوق العظيم الذي خلقه الله - عز وجل -
ثم استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة .

*g* 
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 143)
قال الإمام البيهقي : وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير ،
وأنه جسم مجسم خلقه الله تعالى ، وأمر ملائكته بحمله .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : العرش موجود بالكتاب والسنة ، وإجماع سلف الأمة وأئمتها .
ww. 
عرش الرحمن في القرآن

للدكتور : عبد العزيز بن صالح العبيد
تابع في اول رد

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المبحث الأول: خلق الله للعرش
إن خلق العرش داخل في عموم المخلوقات كما في قوله جل وعلا: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ .
وقد خص الله سبحانه وتعالى العرش بقوله: وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . قال الحافظ ابن حجر : إشارة إلى أن العرش مربوب ، وأن كل مربوب مخلوق .
وقال تعالى: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 144)
وقال تعالى: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ . وقال تعالى: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وقال تعالى: سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ . وهذه الآيات تدل على ربوبية الله للعرش بجميع معاني الربوبية ، كالخلق والتدبير.
واختلف العلماء : هل العرش أول مخلوق ، أم أن القلم خلق قبله ؟ على قولين مشهورين :
القول الأول: أن العرش هو أول المخلوقات ، وهذا قول الجمهور .
واستدلوا بما أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء ، فدل الحديث على أن تقدير الخلائق كلها وقع بعد خلق العرش.
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 145)
القول الثاني: أن القلم أول المخلوقات : وهذا اختيار الإمام الطبري وابن الأثير .
واستدل من قال بهذا القول بحديث عبادة بن الصامت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ، ثم قال له: اكتب . قال: وما أكتب ؟ قال: فاكتب ما يكون ، وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة .
والراجح هو قول الجمهور، وأن العرش أول المخلوقات لما يأتي:
1- أن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص دل على أن التقدير وقع بعد خلق العرش، أما حديث عبادة فدل على أن التقدير وقع عند أول خلق القلم؛ ولهذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر العرش قبل ذكر كتابة المخلوقات في حديث عمران بن الحصين وفيه : كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض ، وهذا يدل على تقدمه على الكتابة.
2- أجابوا عن حديث عبادة بن الصامت : أول ما خلق الله تبارك
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 146)
وتعالى القلم ، بأن معناه عندما خلق الله القلم ، قال له: اكتب ، وذلك بنصب "أول" و"القلم" على أنه جملة واحدة، أما إذا كان جملتين ، ورفع "أول" و"القلم" ، فالمعنى: إن القلم أول المخلوقات في هذا العالم دون العالم الأعلى ، وبهذا يتفق الحديثان ويرتفع ما يتوهم من الإشكال بينهما ، والله أعلم.

تابع في الرد

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المبحث الثاني: مكان العرش
أخبرنا الله تبارك وتعالى عن المكان الذي يوجد عليه العرش ، فقال تعالى:

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا .
قال الطبري : كان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض ومن فيهن، ثم أخرج عن مجاهد أنه قال:

كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئا ، ويبين هذا حديث عمران بن الحصين الذي قال فيه النبي - صلى الله
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 147)
عليه وسلم - : كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم خلق السماوات والأرض .
فالآية والحديث يدلان على أن مكان العرش على الماء ، ولا يكون ذلك إلا بعد أن خلق الله الماء.
قال الحافظ ابن حجر : وليس المراد بالماء ماء البحر، بل هو ماء تحت العرش .
وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد عن سليمان التيمي قال: لو سئلت أين الله؟ لقلت: في السماء. فإن قال:

فأين عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء ، فإن قال: فأين عرشه قبل الماء؟ لقلت: لا أعلم . قال أبو عبد الله :
وذلك لقوله تعالى: وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ ، يعني : إلا بما تبين .
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش فوق الفردوس الذي هو أعلى الجنة ؛

حيث قال: ... فإذا سألتم الله ، فسلوه الفردوس ؛ فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 148)
وإذا كان فوق الجنة فإنه فوق المخلوقات كلها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : العرش فوق المخلوقات، والخالق سبحانه وتعالى فوقه .

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
لمبحث الثالث: استواء الله على العرش
أخبرنا الله تبارك وتعالى - وهو العليم بكل شيء - أنه قد استوى على عرشه العظيم،
وذلك في سبعة مواضع من كتابه العزيز، وهذه المواضع هي:
1- قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
2- قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ
الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ .
3- قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
4- قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
5- قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 149)
6- قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
7- قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
وإذا تأملنا الاستواء في هذه الآيات نجده قد عدي بـ (على).
فلا يحتمل غير معنى العلو والارتفاع، وأما إذا عدي الاستواء بـ (إلى) ، فمعناه قصد إليه علوا وارتفاعا.
وأما إذا لم يعد بحرف فمعناه كمل وتم، وإذا عطف على المستوي غيره، فمعناه المساواة بين المعطوفين ، كما تقول: استوى الليل والنهار .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الاستواء في هذه الآيات بقوله: لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه .
وأجمع السلف من الصحابة والتابعين على أن الله مستو على عرشه
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 150)
استواء يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى. ومن أقوالهم في ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن مجاهد ، قال: استوى: علا على عرشه. وأخرج عن أبي العالية ، قال: ارتفع .
وقال الأوزاعي : كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا .
وقال الإمام مالك : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة .
قال الحافظ الذهبي : وهو قول أهل السنة قاطبة ، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها ، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به ، لا نتعمق ، ولا نتحذلق ، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا إثباتا، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون ، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه . ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثيل له في صفاته ، ولا في نزوله سبحانه
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 151)
وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
وقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على علو الله على عرشه على وجوه متعددة ، وهي كما يلي:
1- التصريح بالفوقية مقرونة بـ"من"، كقوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ . أو مجردة عنها ، كقوله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ .
2- التصريح بالعروج إليه ، كقوله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ .
3- التصريح بالصعود إليه ، كقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ .
4- التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه ، كقوله تعالى - عن عيسى عليه السلام بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
5- التصريح بعلو الله المطلق ، كقوله تعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
6- التصريح بنزول الكتاب منه كقوله تعالى: قُلْ نَـزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 152)
7- التصريح بأنه سبحانه في السماء ، كقوله تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ ، أي : على السماء ، أو أن المراد بالسماء العلو .
8- التصريح باستوائه جل وعلا على العرش كما في الآيات السابقة.
9- التصريح برفع الأيدي إليه سبحانه، كقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردها صفرا .
10- التصريح بنزوله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا إذا بقي الثلث الأخير من الليل ، فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له .
11- إخباره سبحانه عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ؛ ليطلع إلى إله موسى ، فيكذبه فيما أخبر به عن الله أنه فوق السماوات ، فقال تعالى عنه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 153)
وبعد هذه الأدلة المتضافرة من الكتاب والسنة ، وإجماع سلف الأمة على علو الله على خلقه ، واستوائه على عرشه ، هل يرتاب مؤمن في إثبات هذه الصفة على ما يليق بربنا جل وعلا.
فعلى كل من آمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يسلك هذا السبيل ، وأن يعض عليه بالنواجذ ، فكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف.
وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتنا على الحق ، وأن يهدي ضال المسلمين ، إنه جواد كريم .

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المبحث الرابع: صفات العرش
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: العرش العظيم
وصف الله عرشه بأنه عظيم في ثلاث آيات من كتابه الكريم.
قال تعالى: وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وقال تعالى: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وقال تعالى: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 154)
قال ابن فارس : العين والظاء والميم أصل واحد صحيح يدل على كبر وقوة ، وهو في صفات الأجسام: كبر الطول والعرض والعمق .
فعرش الرحمن تبارك وتعالى عظيم جدا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : يا أبا ذر ، ما السماوات السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة . وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره إلا الله" .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 155)
وهذا يدل على عظم العرش، وكبر مساحته ؛ حيث بلغ من سعته وكبر حجمه أنه لا يقدر أحد من الخلق قدره ، وإنما علم ذلك إلى الله وحده.
ومن عظم العرش أنه أثقل المخلوقات وزنا لما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية رضي الله عنه : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - بعد هذا الحديث - : فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان .
المطلب الثاني: العرش الكريم
قال تعالى: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .
الكريم: اسم جامع لكل ما يحمد، والعرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه فعلا تنوي به الذم . قال الراغب الأصفهاني : وكل شيء شرف في بابه ، فإنه يوصف بالكرم .
ووصف العرش بالكريم لنزول الرحمة والخير منه، أو باعتبار من
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 156)
استوى عليه ، كما يقال: بيت كريم إذا كان ساكنوه كراما .
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين الوصفين للعرش : العظيم ، والكريم ، في دعاء من أعظم أدعيته صلى الله عليه وسلم ، وهو دعاء الكرب ، كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم .
قال الحافظ ابن حجر : والذي ثبت في رواية الجمهور بالجر على أنه نعت للعرش... لأن وصف ما يضاف للعظيم بالعظيم أقوى في تعظيم العظيم .
المطلب الثالث: العرش المجيد
قال الله تعالى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ .
قرأ حمزة والكسائي : "المجيدِ" بالخفض صفة للعرش.
وقرأ الباقون: "المجيدُ" بالرفع صفة لذو
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 157)
والمجيد: على وزن فعيل ، وهو أبلغ من فاعل ؛ لأنه يدل على بلوغ النهاية، ولا يكون إلا في محمود .
ووصف العرش بالمجيد لجلالته وعظم قدره وسعة خلقه .
ومجادته: عظمه وعلو مقداره ، وحسن صورته وتركيبه .
ووصف العرش بالمجيد أبلغ في تمجيد صاحبه ؛ لأنه إذا كان هذا المخلوق مجيدا ، فخالقه ومالكه والمدبر له ، المستوي عليه جل وعلا أحق بالمجد منه.
وذو العرش: أي : صاحب العرش، والمراد : مالكه ، أو: خالقه .
وخص الله العرش بإضافته إليه تشريفا للعرش، وتنبيها على أنه أعظم المخلوقات ، ولأنه أخص المخلوقات بالقرب منه تعالى .

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المبحث الخامس : أحوال الملائكة مع العرش
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: حملة العرش
وكل الله تبارك وتعالى بعض ملائكته الكرام بحمل عرشه العظيم كما قال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 158)
وقال سبحانه وتعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .
إن حملة العرش خلقهم عظيم جدا ، وقد جاء في صفاتهم:
1- ما أخرجه أبو داود والبيهقي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام .
2- أخرج أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه ، وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 159)
فهذان الحديثان يدلان على عظم صفات حملة العرش، وهم مع حملهم العرش الكريم ، إلا أنهم لا يفارقون تنزيه الله جل وعلا ، والإيمان به تبارك وتعالى ، وهم يستغفرون للمؤمنين ، ويدعون الله لهم.
قال الشيخ السعدي : وهؤلاء الملائكة قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم ، فلا شك أنهم من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم. واختيار الله لهم لحمل عرشه ، وتقديمهم في الذكر ، وقربهم منه يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة عليهم السلام . وإذا كانت هذه صفات الحاملين فما بالك بالمحمول ، ثم ما بالك بالخالق تبارك وتعالى .

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المطلب الثاني: عدد حملة العرش
قال الله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .
اختلف العلماء في عدد حملة العرش على أربعة أقوال:
(1) إنهم الآن أربعة ، ويوم القيامة ثمانية.
وهذا أخرجه أبو الشيخ بسند ضعيف عن وهب بن منبه ، ونسبه ابن الجوزي إلى الجمهور .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 160)
واستدل من قال بهذا القول بما يأتي:
أ - ما أخرجه الطبري عن محمد بن إسحاق، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هم اليوم أربعة - يعني : حملة العرش - وإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية . وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .
وهذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه انقطاعا بين ابن إسحاق والنبي صلى الله عليه وسلم . وابن إسحاق صدوق يدلس .
ب - ما أخرجه الطبري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحمله اليوم أربعة ، ويوم القيامة ثمانية .
وهذا الحديث ضعيف أيضا ؛ لأن فيه انقطاعا بين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم . وعبد الرحمن بن زيد ضعيف .
ج - ما أخرجه الطبري وأبو الشيخ عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 161)
وسلم ، قال: يحمل عرشه يومئذ ثمانية، وهم اليوم أربعة .
وهذا الحديث ضعيف أيضا . فلا يحتج به .
(2) إنهم ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء.
وهذا أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عباس؛ حيث قال: "الثمانية أجزاء من التسعة ، قال: الجن والإنس والشياطين والملائكة كلهم إلا الكروبيين ، حملة العرش جزء ، والكروبيون ثمانية أجزاء…" . وهذا الأثر ضعيف ؛ لأنه من طريق بشر بن عمارة الخثعمي، وهو ضعيف . وفيه انقطاع بين الضحاك وابن عباس ؛ لأن الضحاك لم يلق ابن عباس .
(3) إنهم ثمانية صفوف من الملائكة.
وهذا أخرجه الطبري من ثلاثة طرق عن ابن عباس ، وكلها ضعيفة.
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 162)
وأخرجه عبد الله بن أحمد والدارمي عن سعيد بن جبير من طريق جعفر بن دينار القمي ، وهو صدوق يهم .
(4) إنهم ثمانية ملائكة.
وهذا أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق حيي بن هاني أبي قبيل . وهو صدوق يهم .
وأخرجه ابن أبي شيبة والدارمي والحاكم عن العباس بن عبد المطلب بإسناده ضعيف.
وأخرجه أبو الشيخ عن مجاهد من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو صدوق سيئ الحفظ عن المنهال بن عمرو ، وهو صدوق
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 163)
ربما وهم . وأخرجه أبو الشيخ وأبو نعيم عن حسان بن عطية .
وإسناده قوي ، كما قال الذهبي ، ووافقه الألباني .
وأخرجه أبو الشيخ والبيهقي وأبو نعيم عن هارون بن رئاب وإسناد البيهقي وأبي نعيم حسن؛ لأن فيه العباس بن الوليد ، وهو صدوق ، وإسناد أبي الشيخ فيه رواد بن الجراح ، وهو صدوق اختلط بآخره، فترك .
واستدل من قال بهذا القول بما يأتي:
1 - قوله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
فدلت الآية على عدد حملة العرش ، وأنهم ثمانية ، وليس هناك دليل يدل على غير هذا العدد، لا أقل منه ولا أكثر ، ولو كان هناك أكثر منهم لذكره جل وعلا ؛ لأن المقام مقام تخويف وتهديد.
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 164)
وأما القيد يَوْمَئِذٍ فيمكن أن يقال: بأنه لا مفهوم له ؛ لأن إثبات هذا العدد لحملة العرش في ذلك اليوم لا ينفيه عما سواه.
2 - حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم كما بين سماء إلى سماء ، ثم على ظهورهم العرش وهذا الحديث ضعيف.
الترجيح:
مما تقدم يتبين لنا أن حملة العرش يوم القيامة ثمانية من الملائكة ، لقوله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ، ولا معارض لظاهر الآية.
وأما في الدنيا فلم أجد ما ينص على عددهم، ففيه احتمالان:
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 165)
الاحتمال الأول أن يقال:
أ - إن القيد في الآية لا مفهوم له، فهم ثمانية في الدنيا وفي الآخرة.
ب - إن إثبات عددهم يوم القيامة - وأنهم ثمانية - لا ينفيه عما سواه من الأيام.
وإنما ذكر عددهم في ذلك اليوم ؛ لأن المقام مقام تخويف وترهيب.
والاحتمال الثاني: أن نتوقف في عددهم في الدنيا ، ونكل العلم إلى عالمه ، ونقول: سبحانك ، لا علم إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
المطلب الثالث: الملائكة حول العرش
أخبرنا الله تبارك وتعالى عن بعض ملائكته المقربين أنهم حول العرش حافين به ، وذلك تعظيما له كما قال تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ، وقال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
و حَافِّينَ بمعنى: محدقين بالعرش. و"من" مزيدة للتوكيد .
قال ابن كثير : أخبرنا عن ملائكته أنهم محدقون من حول عرشه المجيد ، يسبحون بحمد ربهم ، ويمجدونه ويعظمونه ، ويقدسونه وينزهونه من النقائص والجور .
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 166)
وقال الشوكاني في قوله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ الجملة مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان أن هذا الجنس من الملائكة الذين هم أعلى طبقاتهم يضمون إلى تسبيحهم لله والإيمان به الاستغفار للذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا.
والمراد بمن حول العرش: هم الملائكة الذين يطوفون به مهللين مكبرين .
وهؤلاء الملائكة المذكورون في قوله تعالى: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ليسوا جميع الملائكة ، بل هم فئة منهم، وكلها الله عز جل بأن تحف العرش وتحدق به، فهم بعض الملائكة وليسوا جميعهم ؛ لأن من الملائكة من وكله الله تبارك وتعالى بحمل العرش في ذلك اليوم ، كما قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ فهؤلاء ليسوا ممن يحدق بالعرش.
ولهذا عطفهم على حملة العرش في قوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ والعطف يقتضي المغايرة ، فحملة العرش لهم عمل، والذين من حول العرش لهم عمل، ولكنهم كلهم يستغفرون للمؤمنين ، ويدعون لهم ، ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم ، وبالمغفرة والوقاية من السيئات ، ومن النار ، وأن يدخلهم الجنة.
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 167)
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قال: قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة، ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين .

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على خير البريات ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الممات.
أما بعد:
فمن خلال هذا البحث المتواضع توصلت إلى نتائج كثيرة ، أجملها فيما يأتي:
1 - عظم مكانة العرش في القرآن الكريم ؛ حيث ذكر في واحد وعشرين موضعا.
2 - العرش هو أول المخلوقات عند جمهور العلماء .
3 - العرش هو أعظم المخلوقات وأكبرها وأعلاها.
4– أهل السنة والجماعة يؤمنون بالعرش الكريم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5 - أن الله أكد استواءه على العرش في سبعة مواضع من كتابه العزيز. وأن الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل على استواء الله على عرشه
(الجزء رقم : 82، الصفحة رقم: 168)
جاءت على وجوه متعددة ومتنوعة.
6 - أن صفة الاستواء لا يسوغ فيها الاجتهاد؛ لأنها من أمور الغيب التي يجب علينا أن نؤمن بها. وقد أجمع السلف الصالح على وصف الله بها.
7 - أن الله وصف عرشه بصفات تليق به، فوصفه بأنه عظيم وكريم ومجيد.
8 - أن وصف العرش بهذه الصفات يدل على عظمة الخالق؛ لأن وصف هذا المخلوق بهذه الصفات أبلغ في تعظيم الخالق وتكريمه وتمجيده جل وعلا. فكل صفة كمال في المخلوق - لا تستلزم نقصا - فلله ما هو أكمل منها .
9 - أن الله وكل بعض ملائكته بحمل عرشه العظيم ، وبعضهم يحدقون به.
10 - حملة العرش يوم القيامة ثمانية بالنص. وأما في الدنيا فيمكن أن يقال بأن هذا هو عدد حملته في الدنيا، أو يتوقف في ذلك ، ويكل العلم إلى علام الغيوب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
جزاك الله خيرا

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
شكرا لك اختي الغالية
على هدا المجهود الكبير
واصلي تألقك

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
اسأل الله العظيم ان
يجعله في ميزان حسناتك
شكرا لك على هدا
الطرح القييم والمجهود الكبير

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
لحظة حزن كتب:
جزاك الله خيرا
كل الشكر والتقدير على هدا المرور المميز

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
ملكة الزهور كتب:
شكرا لك اختي الغالية
على هدا المجهود الكبير
واصلي تألقك
كل الشكر والتقدير على هدا المرور الجميل

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
sokaina كتب:
اسأل الله العظيم ان
يجعله في ميزان حسناتك
شكرا لك على هدا
الطرح القييم والمجهود الكبير
كل الشكر والتقدير على هدا المرور المميز

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله
 الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
جزاك الله خيرا على مجهودك

descriptionمثبترد: ما لا تعرفونه عن عرش الرحمن

more_horiz
جزاكم الله خيرا على هذه المباردة الطيبة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد